رحيل كولر يفتح باب التحدي: من سيقود الأهلي في المرحلة القادمة؟ فيتور برونو يتصدر المشهد

بدأت إدارة النادي الأهلي المصري تحركاتها الجادة لاختيار مدير فني جديد لقيادة الفريق الأحمر في المرحلة القادمة، وذلك بعد الإعلان الرسمي عن رحيل المدرب السويسري مارسيل كولر، الذي انتهت رحلته مع الأهلي بعد فترة شهدت العديد من الإنجازات، لكن انتهت بخيبة أمل مريرة بخروج الفريق من نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا على يد صن داونز الجنوب إفريقي.

كولر، الذي تولى المسؤولية منذ عام 2022، تمكن خلال فترة قيادته من التتويج بعدد من البطولات المحلية والقارية، أبرزها دوري أبطال إفريقيا، وكأس مصر، وكأس السوبر الإفريقي. وقد نال ثقة الجماهير والإدارة على مدار موسمين متتاليين، إلا أن الفشل في تحقيق اللقب القاري هذا العام، والخروج المفاجئ في القاهرة، دفع إدارة القلعة الحمراء للتفكير في ضخ دماء جديدة على الصعيد الفني.

فيتور برونو.. المرشح الأبرز

بحسب ما نشره موقع "Bola na Rede" البرتغالي، فإن المدرب البرتغالي فيتور برونو يعد من أبرز المرشحين لتولي القيادة الفنية للفريق. برونو، الذي عمل لفترة كمدير فني مساعد في بورتو، قبل أن يتولى بعض المهام التدريبية المستقلة، يُعرف بقدراته التكتيكية العالية وقراءته الجيدة للمباريات.

مصادر داخل النادي أكدت أن برونو يحظى بتقدير كبير من قبل اللجنة الفنية وإدارة الكرة في الأهلي، خاصة أن النادي يبحث عن مدرب قادر على التكيّف مع الضغوط الجماهيرية العالية، وطموحات المنافسة القارية الدائمة.

البرتغالي يمتلك سجلًا جيدًا على صعيد بناء الفرق وتطوير اللاعبين الشباب، وهو ما يتماشى مع سياسة الأهلي التي بدأت في السنوات الأخيرة بالتركيز على الدمج بين الخبرة والدماء الجديدة.

أسماء بديلة تحت المجهر

إلى جانب فيتور برونو، وضعت إدارة الأهلي عدة أسماء ضمن القائمة الأولية، أبرزهم المدرب البرتغالي جوزيه جوميز، المدير الفني الحالي لنادي الفتح السعودي، والذي سبق له تدريب الزمالك في فترة قصيرة.

جوميز يُعرف بأسلوبه الهجومي وجرأته التكتيكية، كما يملك خبرة في التعامل مع الأندية العربية، وهو ما يمنحه أفضلية نسبية من حيث التأقلم السريع مع أجواء الكرة المصرية، والتعامل مع الضغوط الإعلامية والجماهيرية.

المرشح الثالث هو الألماني ماركو روزة، المدرب السابق لفريق لايبزيج، والذي لا يرتبط حاليًا بأي نادٍ، مما يسهل عملية التفاوض. روزة يملك سجلًا أوروبيًا جيدًا مع أندية مثل بوروسيا مونشنغلادباخ ولايبزيج، ويتميز بأسلوب اللعب المبني على الضغط العالي والسرعة في التحول الهجومي.

توقيت حاسم ومهمة صعبة

الأهلي لا يملك الكثير من الوقت لحسم ملف المدير الفني الجديد، خاصة أن الفريق يستعد لمنافسات محلية وقارية قادمة، أبرزها مباراة قوية أمام بورتو البرتغالي في يونيو المقبل، ضمن بطولة كأس العالم للأندية 2025، وهي مواجهة ستحدد الكثير من ملامح المرحلة الجديدة للفريق.

كما أن الفريق يحتل حاليًا المركز الثاني في الدوري المصري، ويطمح لاستعادة الصدارة في ظل منافسة شرسة من بيراميدز والزمالك. لذلك، فإن أي تأخير في الإعلان عن المدير الفني الجديد قد يؤثر سلبًا على استقرار الفريق.

ملف المدير الفني.. اختبار جديد للإدارة

رحيل مارسيل كولر يضع الإدارة أمام اختبار جديد، فنجاح المدرب القادم سيعتمد على قدرته في الحفاظ على نسق الفريق، واستغلال عناصر القوة الموجودة في التشكيلة، وعلى رأسهم محمد الشناوي، علي معلول، أليو ديانغ، وحسين الشحات.

كما أن الملف البدني والذهني للاعبين سيكون تحديًا خاصًا، في ظل ضغط المباريات، والإرهاق البدني الذي عانى منه الفريق خلال الموسم الحالي.

من جهة أخرى، سيتعين على المدرب الجديد وضع خطة طويلة المدى، تتضمن تطوير اللاعبين الشباب، وتصعيد المواهب من قطاع الناشئين، وهي سياسة بدأها النادي بالفعل مع كولر، ولكنها لم تُستكمل بالشكل الأمثل.

جماهير الأهلي.. مترقبة ومتحفزة

جماهير الأهلي التي اعتادت على البطولات والنجاحات، تنتظر الآن من مجلس الإدارة اتخاذ القرار الصحيح الذي يُعيد الفريق إلى منصة التتويج القاري. الترقب لا يقتصر فقط على الاسم، بل على النهج الذي سيتبعه المدرب القادم، وأسلوب اللعب، والقدرة على التعامل مع المباريات الكبرى.

المطلوب في المدرب القادم أن يجمع بين الحنكة التكتيكية، والحزم الانضباطي، والقدرة على تحمل الضغوط، فضلًا عن قراءة جيدة للكرة الإفريقية التي تتميز بخصوصيات فنية وبدنية مختلفة عن الكرة الأوروبية.

مع رحيل مارسيل كولر، يدخل الأهلي مرحلة دقيقة تتطلب اختيارًا فنيًا دقيقًا ومدروسًا، خاصة في ظل التحديات المنتظرة محليًا وقاريًا. سواء تم اختيار فيتور برونو أو جوميز أو روزة، فإن معيار النجاح سيكون واضحًا: تحقيق الألقاب، واستعادة الهيبة القارية.

كل الأنظار الآن على مجلس الإدارة ولجنة التخطيط... من سيكون رجل المرحلة القادمة؟